أشهر حالات التزييف العميق DeepFake
محتوى المقال
التزييف العميق – Deepfake يُعتبر تقنية متقدمة من الذكاء الاصطناعي، لكن مع ذلك فهي ليست وليدة هذا القرن. بدأت أول لحظات تطور تقنية التزييف العميق في أواخر القرن العشرين على يد خبراء أكاديميين، وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين حيث صارت تكنولوجيا Deepfake في أيدِ عامة الناس على الإنترنت.
ولكون التقنيّة ضليعة في القِدم فالأمثلة والحالات شائعة، ولا تُعد، ولا تُحصى. سيتطرق المقال لأشهر حالات التزييف العميق حول العالم، منها التي أثارت الجدل، ومنها التي كانت مفيدة، ومنها الترفيهية، ومنها حالات التزييف العميق الخطيرة جداً.
بين الحالات الخطيرة والمخيفة وبين الحالات المضحكة والترفيهية سيتناول هذا المقال مجموعة مختلفة من الأمثلة حول أشهر حالات التزييف العميق.
أشهر حالات التزييف العميق
01. حساب Deeptomcruise على منصة التيكتوك
تطورت تقنية التزييف العميق إلى حد شاسع عبر الإنترنت حتى أصبح يوجد لدينا الآن حسابات كاملة الهدف منها نشر محتوى تمت صناعته بهذه التقنية، وخير مثال على ذلك هو حساب @deeptomcruise على منصة TikTok، حيث أنَّ هذا الحساب مُخصص فقط لنشر فيديوهات ديب فيك للشخصية المشهورة توم كروز. لا تزال هنالك بعض الأخطاء غير الدقيقة في الملامح، والتعابير في نموذج الوجه المزيف، إلّا أنّ الأداء المُتقَن للممثل والبرمجة الدقيقة في التزييف العميق جعلت بعض الفيديوهات تبدو واقعية جداً.
يظهر الممثل الذي يؤدي شخصية توم كروز وهو يقوم بالنشاطات اليومية مثل لعب الغولف، واختيار ربطات العنق، ويقوم بمحتوى ترفيهي أيضاً كالسخرية، والقيام بالخدع السحرية، فالوصف الذي على الحساب يقول “parody & younger” وهو يقصد أنها محاكاة ساخرة لكن أكثر شباباً، كنوع من الدعابة.
02. مقطع باراك أوباما
يُعتبر المشاهير من أكثر المواد الدسمة لصناعة محتوى التزييف العميق، لكثرة المحتوى الخاص بهم من الصور، والفيديوهات على الإنترنت؛ مما يجعله أكثر سهولة على البرامج التي تستعمل الشبكات العصبية، والذكاء الصناعي في محاكاة الإيماءات، وحركات الوجه.
هنا يأتي مقطع باراك أوباما الذي تمت صناعته بتقنية التزييف العميق التي استخدمت الطرق البدائية، والمرهقة لصناعة فيديو مدته ما يقارب الدقيقة، والتي بالتأكيد تم تطويرها لاحقاً، حيث قام فريق BuzzFeed بمساعدة الممثل الكوميدي جوردن بيلي باستعمال تطبيق After Effects CC بالإضافة إلى FakeApp للقيام بعملية التعديل الأولية، وإلصاق فم الممثل الكوميدي على فم الرئيس أوباما. وقاموا أيضاً باستبدال الفك ليتبع حركات الممثل، ثم بعد ذلك تم استعمال التطبيق الثاني لمعالجة هذه المشاهد لتظهر بصورة مقبولة. أما بالنسبة للصوت فقد تمت الاستعانة بممثلين صوتيين الذين قاموا بمحاولة محاكاة صوت وإيماءات الرئيس أوباما.
ولأن السياسيين والمشاهير هم أكثر مادة دسمة لفيديوهات الديب فيك قام مجموعة من علماء الحاسوب من جامعة واشنطن، وبعد أقل من سنة، بصناعة الفيديو بتقنيات متقدمة من الشبكات العصبية للذكاء الاصطناعي حيث قاموا بتعديل شكل فم أوباما وجعل حركة الشفاه متناسقة مع نص الحوار.
مع تقدم التقنية الآن نرى أن ذلك ممكن أن يحصل للأشخاص العاديين ومع صور سيلفي بسيطة أو فيديو قد تم نشره لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يستطيع الذكاء الصناعي تحويله إلى فيديو مفبرك بالتزييف العميق.
03. ترامب مخاطباً بلجيكا
دخل التزييف العميق DeepFake إلى داخل الأحزاب السياسية بضمنها حزب بلجيكي معروف باسم Vooruit والذي عُرف سابقاً باسم الحزب الاشتراكي الفلمنكي، فقد قام هذا الحزب البلجيكي بنشر فيديو في الحساب الرسمي الخاص بهم على تطبيق الفيسبوك سنة 2018 لم يتم وضع ترجمة للفيديو من قبل هذا الحزب لكن قد كان محتواه غريباً إذ يظهر به رئيس الأمريكي دونالد ترامب ساخراً من الاتفاقية بين بلجيكا وفرنسا بخصوص المناخ ولكون بلجيكا قد بقيت على هذا الاتفاق. الفيديو كان واضحاً كونه فيديوا مُزيفاً بظهور ترامب بشعر غريب على غير العادة مع حركات الفم التي كانت غير متناسقة بما قد بين أن الفيديو كان كاذباً ومزيفاً، كما أن ما اثبت تزييف الفيديو أكثر هو ظهور النسخة الخاصة بترامب في داخل فيديو ويذكر به ما يلي” جميعنا نعلم أن تغيير المناخ مُزيف، تماماً كهذا الفيديو”.
وبذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد ظهرت نسخة أخرى مصممة بتقنية الديب فيك DeepFake من قبل اليوتيوبر ديربفيكز Youtuber Derpfakes، والتي كانت أكثر إقناعاً وأكثر احترافية فقد تدرب مختبر الديب فيك DeepFaceLab على رسم تفاصيل وجه ترامب بشكل احترافي وربطه مع وجه مقدم برنامج Saturday Night Live الذي يُدعى اليس بالدوين Alec Baldwin، وقد ظهرت النسخة بتقديمها إنجازات تقنية التزييف العميق DeepFake خلال سنة واحدة لكن في النهاية تم حظر هذا الفيديو من أمريكا وقد تبعتها كندا وقامت بحظره أيضاً.
04. ديب فيك غسيل الأموال مع دونالد ترامب
أحد أشهر المقاطع على قناة اليوتيوب Ctrl Shift Face المعروفة بصناعة مقاطع الديب فيك الساخرة. يُظهِر المقطع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو يقوم بتعليم ابنه جاريد كوشنر أساسيات غسيل الأموال، لكن المقطع الأصلي يعود لمسلسل Breaking Bad الأمريكي، ويظهر شخصية سول غودمان وهو يشرح لجيسي بينكمان كيف يقوم بغسيل أمواله في صالون عناية بالجسم. تم تركيب وجه دونالد ترامب على شخصية سول غودمان، وظهر وهو يشرح لابنه الذي تم وضع وجهه على شخصية جيسي بينكمان أساسيات غسيل الأموال. لم يكن الفيديو تزييفاً عميقاً على مدى الصورة فقط بل على مدى الصوت أيضاً. حيث قام الفريق باستغلال تقنية الذكاء الصناعي في خلق صوت مطابق لدونالد ترامب وابنه. رغم ملاحظة بعض الخلل في الصورة المتحركة عند التركيز بها، إلّا أن المقطع يُعتبر من أكثر المقاطع شهرة وإثارة للسخرية.
05. ديب فيك الطاولة المستديرة
يتناول الفيديو نقاشاً في قناة Collider Extras بين مارك ايلس ومشاهير كبار مثل روبن دويني، وجورج لوكاس، وتوم كروز، ومشاهير كبار آخرين، يناقشون موضوع المنافسة بين منصات البث السينمائي وصالات السينما، ويناقشون تأثير نتفلكس والمنصات الأخرى على صالات السينما، وتأثير ذلك على إقبال الناس إلى صالات السينما، والتطور السينمائي خلال ذلك. يُعد الفيديو أكثر فيديوهات تقنية التزييف العميق إعجاباً من قِبل مشاهديه، وذلك ليس لأنه يحتوي على تقنية تزييف عميق قوية ويحتوي على أكثر من شخصية، بل يُعد فيديوا مضحكاً ومسلياً كثيراً للجمهور. فقد أعجب العديد من المشاهدين ولاقى العديد من التعليقات الإيجابية. لا نعرف البرامج المستخدمة في الفيديو لكن بالتأكيد كانت تقنية جيدة.
06. ديب فيك سكاي ووكر
يُعد اليوتيوبر shamook من أشهر قنوات اليوتيوب في صناعة محتوى الديب فيك، حيث تحتوي قناته على أعداد كبيرة من فيديوهات التزييف العميق، لكنَّ أشهر فيديوهاته والذي حصل على 3.8 ملايين مشاهدة هو فيديو لوك سكاي ووكر الذي حصل على هذه الشهرة بعد الجدل الكبير على منصات المعجبين، وذلك بسبب خلل رقمي حصل في أحد المشاهد بعد انقشاع الضباب في المشهد ظهرت بعض العيوب في الصورة الرقمية التي لاحظها الجمهور، حيث تمكن الجمهور من رؤية عيوب في وجه الممثل مارك هاميل، والذي أدى إلى ضجة كبيرة. قام اليوتيوبر Shamook بعمل فيديو من تقنية التزييف العميق لشخصية لوك سكاي ووكر في فيلم Return of the jedi بإتقان ممتاز. لاحقاً بعد ذلك تم توظيف اليوتيوبر shamook من قبل الشركة الإنتاجية Industrial Light and Magic التي عمِلت على سلسلة أفلام star wars واستغلت تقنية التزييف العميق في أعمالها.
07. ديب فيك ووندر ومن
في الوقت الحاضر هنالك العديد من الأفلام الكلاسيكية القديمة التي تمت إعادة صناعتها. وللقيام بذلك يحتاج المنتجون لاختيار أشخاص قريبين من ناحية المواصفات الجسمانية وملامح الوجه. أما الآن فمع تطور التكنولوجيا السينمائية، والتزييف العميق، فقد صار من الأسهل القيام بذلك. أصبح الآن بإمكاننا إنتاج نسخة جديدة من الفلم بنفس المشاهد وبنفس وجوه الممثلين السابقين مع صعوبة كبيرة بملاحظة أيّة فروقات ظاهر.
في مثال على هذا التقدم التكنولوجي، أحد أعمال قناة التزييف العميق على اليوتيوب Deepfaker الذي قام بصنع فيديو واضعاً وجه الممثلة Lynda Carter، مؤدية دور المرأة الأعجوبة في البرنامج التلفزيوني الشهير Wonder Woman الذي تم عرضه في السبعينيات، بدل الممثلة غال غادوت مؤدية الدور نفسه في فلم Wonder Woman من أستوديوهات مارفل.
08. ديب فيك سيلفادور ديلي
تم الكشف من قبل وكالة GS&P عن أحد أكثر مقاطع الترويج شهرة وهي عن الرسام الشهير سلفادور دالي وقد تصدرت العناوين الرئيسية، حيث تم إحياء وتجسيد الرسام الشهير في متحف دالي في فلوريدا وتحت عنوان (لقاء بين الفن والذكاء الاصطناعي)، باستخدام الذكاء الاصطناعي تم تكوين ما يقارب 6 آلاف إطار من الفيديوهات تم أخذها من مقابلات سابقة تم التقاطها لهُ وتمت معالجة هذه اللقطات خلال ألف ساعة مع وضع وجه الرسام سلفادور دالي على وجه ممثل، كانت النتيجة مذهلة وتضمنت نصوصاً واقتباسات تم أخذها من المقابلات مع بعض تعليقات جديدة ليسهل للزوار التعرف على الفنان وما قدمهُ من فن.
كانت أحد نصوص الصورة الرقمية للرسام دالي إدعاءه بأنه لن يموت، وربما يقصد بذلك إحياؤه بواسطة مختبر الذكاء الاصطناعي لسامسونغ في موسكو. كما أنها انتهت بقيام الرسام سلفادور دالي بالاستدارة إلى الخلف ليقوم بأخذ صورة سيلفي مع الزوار الحاضرين. ما ميز نسخة DeepFake للرسام سلفادور دالي هو قدرته على التفاعل مع الزوار عن طريق 45 دقيقة من اللقطات التي تم أخذها وتم تقسيمها على 125 فيديو يمكنها أن تسمح لأكثر من 190 ألف سيناريو يعتمد كلياً على ردود فعل الزائر.
09. ديب فيك نانسي بيلوسي
نانسي بيلوسي، المتحدثة باسم مجلس النواب الأمريكي، قد كانت أشبه بضحية لإحدى تقنيات التعديل على الفيديو. هذه التقنية ليست تقنية ديب فيك بالمعنى الحرفي لكنها قريبة من ذلك، حيث تم استعمال تقنية تعديل خاصة متقدمة، كالتي تعمل بها جامعة ستانفورد، للقيام بالتعديل على الفيديو لكي يبدو كأن المتحدثة نانسي بيلوسي تتلعثم خلال الحوار. قام الشخص الذي زيّف الفيديو بإبطاء الكلام بنسبة 25% خلال حركة الفيديو فكانت تظهر على أنها تتلكأ. حظي الفيديو على انتشار واسع، بعد نشره على صفحة الفيسبوك politics watchdog، حيث كانت طريقة كلامها غريبة. هذا الفيديو يُظهر الاستخدام السيئ للتكنولوجيا المتقدمة، والآثار السلبية لها، وكيف أنَّ تقنية مثل هذه تُعتبر سيفاً ذا حدين.
بعد انتشار الفيديو كان موقف فيسبوك هو رفض حذف الفيديو، ولكن على حسب التصريح فقد قامت إدارة المحتوى بالتقليل من مشاركة الفيديو باعتباره محتوى مظلل. لاحقاً بعد ذلك تمت إزالة المنشور لكن لا يعلم أحد إن كانت فيسبوك هي من قام بإزالته.
10. ديب فيك مارك زوكربرغ ونظرية المؤامرة
قام الفنان بيل بوستر في شهر يونيو من سنة 2017 بنشر فيديو عبر منصة انستغرام يظهر فيه مارك زوكربيرغ مؤسس شركة فيسبوك متباهياً كيف أن منصة الفيسبوك تتملّك عقول مستخدميها، وتتلاعب بها عن طريق البيانات التي تملكها عنهم. ظهر هذا الفيديو المصنوع بتقنية التزييف العميق والذكاء الصناعي عُقب حادثة رفض فيسبوك إزالة فيديو السياسية نانسي بيلوسي. أراد صُنّاع ذلك المحتوى رؤية ما إن كان رد فعل فيسبوك سيختلف لو كان مؤسس الشركة هو ضحية التزييف العميق هذه المرة. كان هذا الفيديو جزءاً من العرض الخاص بالفنان بوستر، والفنان دانيال هو المُكلَّف لمهرجان Sheffield الوثائقي العالمي. وذلك للفت انتباه العالم نحو تلاعب وسائل التواصل الاجتماعي بالناس، والتحذير من سيطرتهم على عقول المستخدمين، رغم أن ذلك يبدو مبالغاً به بعض الشيء وناتج عن نظريات مؤامرة شائعة في الإنترنت، إلا أنه لاقى رواجاً كبيراً عند نشره عبر انستغرام.
في تعليقٍ لها، قالت شركة فيسبوك إنها ستتعامل مع الفيديو كما تتعامل مع أي محتوى آخر يحتوي معلومات مضللة، حيث لو تم تعليمه على أنه محتوى مضلل من قبل أداة التحقق من الحقائق Third-party fact checker فَسَيَتِمُّ حذفه. فيما بعد لم يقم انستغرام بحذف الفيديو، لأن صانع المحتوى قام بإضافة #deepfake إلى صندوق الوصف. كان الفيديو جيد الصنع حيث تم صنعه باستخدام برنامج VDR التابع لشركة Canny AI الإسرائيلية، إلَّا أنَّ الصوت لم يكن مقنعاً كثيراً، حيث قام الفنان باستعمال صوت ممثل بدون القيام بتعديلات صوتية للتحسين من جودة التزييف العميق.