إيلون ماسك – قائد تكنولوجيا المستقبل
محتوى المقال
يعتبر إيلون ماسك واحداً من أهم الرواد في مجال التقنية إن لم يكن أهمهم، كما أنه يعد واحداً من أبرز رواد الأعمال في العالم في الوقت الحالي، وذلك لما يمتلكه من رؤية ثاقبة، وإمكانات قيادية عظيمة، على الرغم من الانتقادات التي تطاله على الدوام.
كانت مسيرة ماسك مليئة بالإنجازات، فقد أسس العديد من الشركات في مختلف المجالات، والتي أصبحت شركات عملاقة تمتلك الأموال الكثيرة ولها فروع ومنتجات وخدمات في كل العالم، وهذ الأمر جعل من إيلون ماسك مليارديراً يتصدر قوائم أثرى أثرياء العالم.
من هو إيلون ماسك؟
ولد إيلون ماسك في مدينة بريتوريا، جنوب أفريقيا، عام 1971، لأب جنوب أفريقي وأم كندية. ظهرت على ماسك علامات الذكاء منذ الصغر، حيث أبدى اهتماماً بالحاسوب وألعاب الفيديو منذ كان بعمر العشر سنوات، وقد قام بتعلم البرمجة بنفسه عن طريق دليل المستخدم لحاسوب VIC-20.
في الثانية عشر من عمره تمكن ماسك من برمجة لعبة مبنية على لغة بيسك BASIC، اسم اللعبة بلاستر Blastar، وقام ببيعها إلى مجلة مختصة بتقنيات الحاسوب مقابل 500 دولار.
بعد تخرجه من الدراسة الثانوية عام 1988 قام ماسك بالتقديم للحصول على الجواز الكندي لسهولة حصوله عليه كون أن أمه تمتلك الجواز الكندي، وقد وصل إلى كندا عام 1989 وعمل في وظائف بسيطة في مزرعة ومعمل خشب.
في عام 1990 دخل ماسك جامعة كوينز في مدينة كينجستون في أونتاريو الكندية، بعدها بسنتين انتقل إلى جامعة بنسلفانيا حيث أكمل دراسته هناك وحصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء وعلوم الاقتصاد، كان دائماً ما يقيم حفلات كبيرة، وحفلات منزلية بتذاكر (مدفوعة)، وذلك من أجل دفع تكاليف دراسته، كما أنه كتب خطة عمل من أجل عمل خدمة مسح الكتب الإلكترونية بشكل مشابه لخدمة كتب جوجل Google Books.
في عام 1994 حصل ماسك على فرصتين تدريبيتين في وادي السيليكون، واحدة في شركة Pinnacle Research الناشئة في مجال تخزين الطاقة، والتي كانت تدرس مجال المكثفات الكهربائية الفائقة لتخزين الطاقة، والفرصة الثانية في شركة Rocket Science Games في بالو ألتو.
في عام 1995 تم قبوله للحصول على شهادة الدكتوراه في جامعة ستانفورد في مجال علوم المواد، ولكنه وبعد يومين فقط ترك الدراسة، وقرر الانضمام إلى مجال الإنترنت الذي كان واعداً وقوياً وقتها، وتقدم للعمل بوظيفة في شركة نيت سكيب Netscape، ولكن لم يتلقى رداً من الشركة.
بدايات إيلون ماسك
في بداياته قام إيلون ماسك عام 1995 بتأسيس zip2 مع أخوه كيمبل ماسك بتمويل من والدهم بمقدار 28000 دولار، قامت هذه الشركة بعمل دليل للمدينة على الإنترنت، مع خرائط وإرشادات للاتجاهات وصفحات صفراء، وتسويق هذه الخدمات إلى الصحف.
كان ماسك يقوم بعمل البرمجة للموقع، وقد حصل الموقع على عقود مع كل من New York Times وChicago Tribune، وقد كانت هناك محاولات للاندماج مع CitySearch، ولكن الأخوين ماسك أقنعا مجلس الإدارة بعدم الاندماج وبعد ذلك تمت إحباط محاولات إيلون ماسك ليصبح رئيساً تنفيذياً للشركة، ليتم في النهاية بيع الشركة إلى شركة Compaq مقابل 207 مليون دولار نقدي في عام 1999، وحصل ماسك من هذه الصفقة على 22 مليون دولار مقابل حصته التي تبلغ 7 بالمائة من قيمة الشركة.
بعد ذلك وفي نفس عام بيع شركة zip2 شارك ماسك بتأسيس شركة إكس دوت كوم X.com، وتقوم بتقديم الخدمات المالية عبر الإنترنت، وخدمات الدفع الإلكتروني، وقد كانت أول شركة بنك إلكتروني مؤمنة فيدرالياً، وفي أول شهر من تأسيس هذه الشركة انضم مائتا ألف مشترك إلى الموقع، وعلى الرغم من كون إيلون ماسك كان مشاركاً في تأسيس الشركة إلا أن المستثمرين اعتبروه غير ذي خبرة وقاموا باستبداله بالمدير التنفيذي لشركة Intuit بيل هاريس، مع نهاية العام.
في عام 2000 حصل اندماج بين أكس دوت كوم والبنك الإلكتروني Confinity من أجل التغلب على المنافسة، حيث أن خدمة تحويل الأموال العائدة لشركة Confinity تعتبر أكثر شعبية من الخدمة التي تقدمها شركة أكس دوت كوم، وأصبح إيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة المندمجة التي أصبحت تحت اسم PayPal، ولكن وبعد حصول مشاكل تم تنحية إيلون ماسك عن منصب الرئيس التنفيذي في عام 2000.
في عام 2002 قامت شركة إي باي eBay بالاستحواذ على PayPal مقابل مليار وخمسمائة مليون دولار على شكل أسهم، وقد كانت نسبة إيلون ماسك من هذه الأسهم هي 11.72% حصل منها على 175.8 مليون دولار، وقد قام بشراء نطاق X.com في عام 2017 من شركة PayPal بسبب قيمته العاطفية عنده، وفي عام 2022 ناقش ماسك إنشاء تطبيق لكل شيء يسمى تطبيق X.
أما شركة OpenAI فهي شركة بحثية في مجال الذكاء الاصطناعي تأسست في عام 2015 بمبادرة من مجموعة من الشخصيات العامة البارزة في صناعة التكنولوجيا مثل إيلون ماسك وسام ألتمان وجريج بروكمان.
تهدف الشركة إلى تطوير التكنولوجيا المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق تطورات في البحث والتطوير في هذا المجال بما يتماشى مع رؤيتها في خدمة المجتمع وجعل التكنولوجيا المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع وبما يعود بالفائدة على الإنسانية بشكل عام.
تتخذ الشركة من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية مقراً لها وتضم فريقاً من المهندسين والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسوب. يذكر أن إيلون ماسك غادر مجلس إدارة الشركة في عام 2018 ولا يملك أي أسهم فيها في الوقت الحالي.
إنجازات إيلون ماسك وشهرته
يمتلك إيلون ماسك العديد من الإنجازات التي سببت له شهرة كبيرة في عالم التقنية بسبب الشركات التي أسسها، ومقدار التطور الذي تحققه هذه الشركات تحت إدارته كان كبيراً وحطمت الكثير من الأرقام القياسية، وقد كانت هذه الشركات تعمل في مجالات مختلفة وليست في مجال واحد.
ويعتبر إيلون ماسك مثالاً وقدوة لكل شاب يحلم بأن يصبح رائداً في مجال عمل ما، حيث إن إنجازاته العديدة جعلت منه واحداً من أنجح رواد الأعمال عبر التاريخ، ولكن وعلى الرغم من وجود العديد من الانتقادات له إلا أنه لا يلقي لها بالاً وكان مستمراً في طريقة عمله. تالياً، سنذكر الشركات التي أسسها أو قام بشرائها ولا زال يمتلكها بعد بيع شركة PayPal:
01. شركة سبيس أكس SpaceX
شركة سبيس إكس هي شركة أمريكية خاصة مملوكة لرجل الأعمال المشهور والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، تعمل في مجال صناعة الفضاء وتأسست في عام 2002، يشغل ماسك منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة والرئيس التقني التنفيذي للشركة، تختص هذه الشركة في تصميم وتطوير وإطلاق الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام كما وتعمل في صناعة المركبات الفضائية وتقديم خدمات إطلاق المكوكات الفضائية للعديد من الشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية في جميع أنحاء العالم.
تتميز الركة باعتمادها على تكنولوجيا مبتكرة ورائدة في مجال صناعة الفضاء، حيث تسعى لإتمام المهام الفضائية بتكلفة أقل من التكلفة التي تتحملها شركات الفضاء السابقة.
من أهم إنجازات شركة سبيس أكس حتى الوقت الحالي هو قيامها بتطوير صاروخ فالكون 9 الذي يستخدم نظاماً قابل لإعادة الاستخدام، حيث أن هذا النظام يتيح إمكانية إعادة استخدام الصواريخ العائدة إلى الأرض بدلاً من التخلص منها بعد كل عملية إطلاق كما كان يحصل مع معظم الصواريخ السابقة. كما أن الشركة تعتزم تطوير مركبة الفضاء الخاصة بها، التي تحمل اسم ستارشب Starship، والهدف من المركبة هو نقل الركاب والبضائع إلى الفضاء الخارجي وحتى المريخ في المستقبل.
من المشاريع التي عملت عليها شركة سبيس أكس هي مشروع ستارلنك، وهو عبارة عن مجموعة من الأقمار الصناعية التي تعمل على بث الإنترنت إلى المستخدمين وتدور في المدار الأرضي المنخفض، بكلفة 10 مليار دولار بدأت شركة سبيس أكس إطلاق الأقمار الصناعية على شكل مجموعات أول مجموعة تجريبية كانت مكونة من قمرين صناعيين وتم إطلاقهما في عام 2018، وبعدها تم إطلاق مجموعة ثانية في شهر مايس من عام 2019، وعلى الرغم من كون المشروع غير مكتمل كما أنه تعرض إلى العديد من الانتقادات من الاتحاد الفلكي الدولي بسبب زعمهم أنه يحجب رؤية السماء، إلا أنه مستمر ويقوم في الوقت الحالي بتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى العديد من دول العالم.
يهدف إيلون ماسك وفريقه في شركة سبيس أكس إلى تحقيق رؤيتهم المتمثلة في جعل البشر كائنات ثنائية المعيشة، أي قابلة للعيش على الأرض وفي الفضاء، وهو ما يتطلب تطوير تقنيات جديدة وتحقيق إنجازات مبتكرة في مجال الفضاء.
02. شركة تسلا Tesla
شركة تسلا Tesla هي شركة أمريكية متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة، تأسست في عام 2003 في ولاية كاليفورنيا بواسطة رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك وبعض الشركاء، ويشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
وتعد تسلا الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية ولديها مجموعة واسعة من المنتجات التي تشمل السيارات الكهربائية، والطاقة الشمسية، وأنظمة تخزين الطاقة المنزلية والتجارية، وشاحنات الشحن السريع. وتهدف تسلا إلى تحسين جودة الهواء وتقليل انبعاثات الكربون وتوفير حلول مستدامة للطاقة.
إن أول سيارة تم صناعتها من قبل شركة تسلا هي سيارة تسلا رودستر Tesla Roadster الكهربائية الرياضية، والتي تم إيقاف إنتاجها في شهر كانون الثاني من عام 2012، وفي الوقت الحالي يوجد العديد من سيارات تسلا التي تعمل في شوارع مختلف دول العالم، وهذه الموديلات هي تسلا موديل أس الذي بدأ إنتاجه في عام 2012، وتسلا موديل أكس الذي تم إطلاقه في عام 2015، وتسلا موديل 3 والتي أصبحت أكثر سيارة كهربائية مبيعاً حول العالم وتم إطلاقها عام 2017، بعدها وفي عام 2020 تم إطلاق تسلا موديل واي.
كذلك يوجد هناك شاحنة تسلا سمي Tesla Semi والتي تم الإعلان عنها في تشرين الثاني من عام 2017 وبدأ إنتاجها في شهر تشرين الأول من عام 2022، أما مركبة سايبرترك Cybertruck، وهي شاحنة صغيرة كهربائية بالكامل والتي تم الإعلان عنها في عام 2019، ولكن لم يتم إنتاجها حتى وقتنا الحالي، كذلك فإن شركة تسلا تمتلك مصانع كثيرة لصناعة البطاريات إضافة لصناعة السيارات تسمى GigaFactories.
في خطوة مثيرة للجدل أعلن إيلون ماسك أن شركة تسلا ستقوم بالاستثمار في عملة بتكوين الرقمية وكذلك استقبال العملة الرقمية كوسيلة للدفع مقابل شراء سيارات تسلا، ولكن وبسبب تعرض الشركة للانتقادات لاستخدام البتكوين الذي تساهم عملية تعدينه، المستهلكة للطاقة بشكل كبير، في حرق كميات أكبر من الوقود الأحفوري والمساهمة في الاحتباس الحراري، فقد تخلت الشركة عن استخدام البتكوين وقامت ببيع 75% من كمية البتكوين التي تمتلكها.
03. شركة نيورالنك Neuralink
شركة نيورالنك Neuralink هي شركة تأسست عام 2016، وهي واحدة من شركات إيلون ماسك التي تعمل في مجال التكنولوجيا الحديثة والمستقبلية. تختص الشركة بتطوير تقنية الربط بين المخ البشري والحاسوب أو الذكاء الصناعي، عن طريق عمل أجهزة يمكن غرسها في الرأس وربطها بالمخ، وتهدف إلى تطوير تقنية تمكن الإنسان من التواصل مع الحواسيب والأجهزة الأخرى بواسطة العقل مباشرةً. وتتمثل رؤية الشركة في جعل هذه التقنية متاحة وفعالة لاستخدامها في علاج بعض الأمراض المزمنة والإعاقات، مثل مرض الزهايمر والخرف وحالات الإصابة في العمود الفقري، وكذلك تحسين القدرات العقلية لدى الإنسان.
04. شركة بورنج Boring
شركة Boring هي شركة تأسست عام 2016 على يد إيلون ماسك، وهي متخصصة في مجال الحفر والبناء الأفقي للأنفاق الجديدة، والتي تهدف إلى تحسين وسائل النقل الحضري وتخفيف الازدحام المروري، كما أن لديها خططاً لبناء مركبات متخصصة يمكن أن تسير تحت الأرض عبر الأنفاق المخصصة لها وتسافر بسرعة 240 كلم/ساعة وبالتالي الابتعاد عن حركة المرور المزدحمة في المدن الكبرى خاصة.
تستخدم الشركة تكنولوجيا حفر الأنفاق بطريقة مبتكرة باستخدام آلات حفر مخصصة تعمل بشكل أسرع وأكثر كفاءة من الطرق التقليدية. وتعتبر الشركة الآن مهتمة بتطوير نظام نقل فائق السرعة يعرف باسم “Hyperloop”، والذي يعتمد على نقل الركاب في كبسولات تتحرك بسرعات عالية جداً داخل أنابيب مفرغة من الهواء.
05. شركة تويتر Twitter
عبر إيلون ماسك عن رغبته بشراء شركة تويتر منذ عام 2017، حيث أنه يشك في التزام الشركة بدعم حرية التعبير حسب قوله، وفي شهر كانون الثاني من عام 2022 بدأ ماسك بشراء عدد من أسهم الشركة تدريجياً، حتى وصل إلى امتلاك ما نسبته 9.2% من قيمة الشركة الكلية، وأصبح بذلك أكثر من يمتلك أسهماً في شركة تويتر.
في شهر نيسان وافق ماسك على صفقة تمكنه من أن يصبح عضواً في مجلس إدارة شركة تويتر وتمنعه من شراء أكثر من 14.9% من أسهم الشركة، ولكن وفي منتصف نفس الشهر قدم ماسك عرضاً لشراء شركة تويتر مقابل 43 مليار دولار عن طريق الاستحواذ على أسهم الشركة بنسبة 100% بسعر 54.20 دولاراً للسهم الواحد.
رداً على ذلك، تبنى مجلس إدارة تويتر خطة الحبة السامة Poison pill والتي تجعل من الصعب على أي مستثمر واحد أن يمتلك أكثر من 15% من أسهم الشركة دون موافقة مسبقة من مجلس الإدارة، ومع ذلك وبحلول نهاية الشهر، أنهى إيلون ماسك عملية الاستحواذ على الشركة بنجاح مقابل 44 مليار دولار، منها 12.5 مليار دولار في شكل قروض مضمونة بأسهمه من شركة تسلا، إضافة إلى مصادر تمويل إخرى.
بعد قيامه بعملية الاستحواذ قام ماسك بطرد الرئيس التنفيذي باراج آجراوال، وأصبح هو الرئيس التنفيذي للشركة، وقام بطرد العديد من الموظفين، بسبب قلة التمويل حسب قول ماسك، وعمل الكثير من التغييرات، منها عمل اشتراك شهري للحصول على علامة التوثيق الزرقاء مقابل 7.99 دولار شهرياً، وغيرها الكثير من التغييرات التي تراجع عنها.
في شهر كانون الأول من عام 2022 قام إيلون ماسك بعمل استطلاع على حسابه في تويتر يطلب من المستخدمين أن يقرروا فيما إذا كان يجب أن يتنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي للشركة وقد عبر أكثر من 57.5% من المصوتين الذي كان عددهم الكلي 17.5 مليون مستخدم عن تأييدهم لهذا القرار، ولكن ماسك أعلن أنه سيستقيل من منصبه بمجرد أن يجد شخصاً “أحمق بما فيه الكفاية” لكي يتولى المنصب.
أسلوب ماسك في القيادة
يعتبر أسلوب إيلون ماسك في القيادة فريدًا عن غيره من رواد عالم الأعمال، حيث يتميز ماسك بشخصية قوية وله القدرة والشجاعة على اتخاذ القرارات المصيرية والمجازفة في المجالات التي تعتبر جديدة وتنطوي على مخاطرة.
كما ويتميز إيلون ماسك بقدرته على التركيز الشديد في مجال التكنولوجيا والابتكارات الجديدة، ودائماً ما يسعى، من خلال شركاته الرائدة، إلى البحث عن الحلول الإبداعية والمبتكرة لمشاكل العالم الكبيرة، مثل ظواهر التغير المناخي ومشاكل نقص الموارد، وخاصة موارد الطاقة.
كما ويشجع الفرق التي تعمل معه على أن تعمل بشكل جدي وتحدد أهداف طموحة وتقوم بتطوير رؤى وأفكار جديدة ومبتكرة، ويتحدث ماسك دائمًا عن أهمية التحدي والابتكار في تغيير العالم.
وفي الوقت نفسه، يعرف إيلون ماسك أيضًا أنه يحتاج إلى فرق عمل تعمل بحماسة وتلتزم بما تقوم به لكي تحقق الأهداف الطموحة اللازمة لكي يتحقق النجاح في المشاريع.
يتم تعريف إيلون ماسك عادة على أنه مايكرو مانجر Micro Manager وهو وصف يطلق على المدراء الذين يتحكمون بكل شيء وبكل تفصيلة من تفاصيل العمل اليومي في المؤسسة التي يديرونها ويتدخلون بكل شيء بشكل مفرط، أما إيلون ماسك فيعتبر نفسه نانو مانجر Nano Manager، أي أنه يتحكم في أكثر من ذلك بكثير، وقد وصفته صحيفة نيويورك تايمز فوصفته بأنه استبدادي.
لا يقوم ماسك بوضع خطط عمل رسمية، حيث وبدلاً من ذلك يفضل التعامل مع المشكلات الهندسية بمنهجية التصميم التكراري والتسامح مع الأخطاء، وقد أجبر موظفيه على اتباع وتبني مصطلحات الشركة وأطلق مشاريع طموحة ولكنها مكلفة وتنطوي على مخاطرة، وكان ذلك خلافاً لنصيحة مستشاريه، مثل إزالة الرادار الأمامي لنظام قيادة سيارة تسلا.
كان أسلوب ماسك في القيادة محط إشادة للبعض الذين عزوا نجاح شركة تسلا وغيرها إلى أسلوبه في القيادة، كما أنه كان محط انتقاد أيضاً من أشخاص يرون أنه قاسياً وأن قراراته الإدارية تظهر نقصاً في الفهم البشري.
خلاصة
يعتبر إيلون ماسك من أكثر الأشخاص المؤثرين على المعجبين في مجال التقنية، وله العديد من المواقف والتصريحات المثيرة للجدل، والتي يعتبرها البضع مضللة وتسهم في التلاعب بالأسواق، كان له حظه من الظهور في مقاطع من الأفلام والبرامج التلفزيونية.
في عام 2012 دخل ماسك قائمة فوربس للمليارديرات، بصافي ثروة بلغ 2 مليار دولار، واستمرت ثروته بالصعود، والتي كان الجزء الأكبر منها على شكل أسهم في شركة تسلا، حتى وصلت قيمة ثروته إلى 300 مليار دولار في تشرين الثاني من عام 2021، ليصبح أول شخص تصل قيمة ثروته إلى هذا الرقم ويتصدر قائمة أثرياء العالم.
في الثلاثين من كانون الأول عام 2022 خسر ماسك 200 مليار دولار من ثروته بسبب هبوط في أسعار أسهم شركة تسلا، ليصبح بذلك أول شخص يخسر هذا المبلغ من المال عبر التاريخ، وتم تسجيل هذا الرقم كرقم قياسي في جينيس للأرقام القياسية كأكبر خسارة للثروة الشخصية عبر التاريخ.
يستمر ماسك وشركاته في تقديم المنتجات التي تساهم في تغيير العالم كما نعرفه ودفع حدود المعرفة والتقنية، وتحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه وشركاته.
مصدر1 ، مصدر2 ، مصدر3 ، مصدر4 ، مصدر5