ما هو web 3.0؟ الجيل الثالث للويب 2022
محتوى المقال
كانت شبكة الإنترنت العالمية في السابق تعد كمجموعة متنوعة من المواقع المجردة من التواصل، كالشبكات والاتصال وهذا ما كان عليه الحال في الجيل الأول للإنترنت ويب 1.0، ومع الوقت تحول هذا الجيل إلى جيل جديد وهو الجيل الثاني ويب 2.0، الجيل الحالي للإنترنت، لكنه شهد بعض العيوب والسلبيات بالرغم من إيجابياته الواسعة والمتعددة.
مع التطور التكنولوجي الذي شهده هذا العالم بدء الإنترنت يشهد جيلاً جديداً وهو الجيل الثالث للويب Web 3.0 والذي يعرف بالإنترنت 3.0 أو ويب 3، والذي سيغطي على جميع سلبيات وعيوب الجيل الثاني 2.0، مع بعض الإضافات التي ستجعل من العالم يسير نحو المستقبل.
مراحل تطور الويب
منذ أن ظهر نظام إدارة المعلومات عبر الإنترنيت الشهير والذي يعرف بشبكة الويب العالمية (Web)، فقد مر بعدة أجيال يجب معرفتها قبل التطرق بالتفصيل إلى الويب الجيل الثالث.
الجيل الأول Web 1.0
الجيل الأول Web 1.0 تم اختراعه من قبل تيم بيرنزز لي، كان يعرف بالويب الجامد لعدم قابلية المستخدم على التفاعل من خلاله، فكانت صفحات الويب لشركات خاصة للنشر كصفحة CNN تعتمد كلياً على نظام إدارة المحتوى أي عن طريق نشر المحتوى بينما كان المستخدمون يشاهدون هذه المحتويات بالعين فقط دون التفاعل مع الناشر.
كانت محتويات الجيل الأول للويب من الوسائط بشكل منشورات كتابية إي النصوص والرسوم فقط لهذا سمي بويب القراءة. لم يكن فيه مواقع التواصل الاجتماعي ولا حتى شركة جوجل وكانت السيطرة فيه لمتصفح شركة Netscape ومحرك البحث AltaVista. بالإضافة أن وظيفة محركات البحث استرجاع المحتويات ربما بشكل غير دقيق أو تكون بشكل أكثر مما يريده المستخدم، كان الاتصال يتم بشكل معلومات من خلال أجهزة مضافة كأجهزة المودم. على الرغم من هذا فقد كان مستخدميه بالملايين.
الجيل الثاني Web 2.0
تم اختراع الجيل الثاني للويب Web 2.0 من قبل تيم اورلي في عام 2005، وكان هذا الجيل عبارة عن تطور كبير للجيل الأول الذي كان جُل اهتمامه هو القراءة؛ ركز هذا الجيل على إضافة العديد من المميزات التفاعلية وتكوين جيل يمنح لمستخدميه التواصل الاجتماعي أينما وجدوا، ويتم ذلك عن طريق تطوير هذه المواقع التي تسمح لمليارات من المستخدمين بتبادل المعلومات، والوسائط كالصور، والفيديوهات، والإذاعات، والبوابات ثنائية الأبعاد، وإلخ من الوسائط فيما بينهم، وقد تم ذلك بالفعل! إذ شهد هذا الجيل العديد من شبكات تواصل الاجتماعي والمدونات الخاصة ومشاريع ويكي مثل ويكيبيديا وتويتر.
كانت محركات البحث تسترجع المعلومات المدخلة من قبل المستخدم مع إظهار المحتوى كالصور، والفيديوهات، والصوت، والأخبار، والمدونات وغيرها بنسبة قليلة.
تميز هذا الجيل بالسرعة في الإنترنت، كذلك فما تراه حالياً هو يُعد ضمن هذا الجيل الذي من خلاله تستطيع التواصل بالصوت والصورة مع أي شخص أو مجتمع من ناس حول العالم.
الجيل الثالث Web 3.0
ظهر الجيل الثالث للويب ليس لتغطية وجود الجيل الثاني، بل أنه وجد لتصليح سلبيات وعيوب هذا الجيل المستخدم حاليًا، والتي تضمنت أبرزها ضعف الحفاظ على خصوصيات المستخدمين والتي لم تستطع شركات كبيرة كفيسبوك وتويتر وأمازون والعديد من الشركات أن تحافظ عليها بالكامل، بل قد تسربت جزء منها نتيجة الاختراقات التي تعرضت لها تلك الشركات. من نقاط ضعفه كذلك، قيام بعض الشركات ببيع بيانات مستخدمي منصاتها لمن يدفع أسعاراً باهظة! وكل هذا فقط لزيادة أرباحها.
ما تعرض له الجيل الثاني جعل المستخدمين يطمحون لجيل أفضل يعالج هذه العيوب، فظهر الجيل الثالث Web 3.0 كثورة في عالم التكنولوجيا، والذي سيعالج خصوصية البيانات التي كانت متحكمًا بها من قبل الشركات وتجعلها بأيدي المستخدمين بشكل تام.
وجد الجيل الثالث للويب في سنة 2006 بعد أن تم إنشاء صفحة ويب أكثر إنصافاً لتحل محل صفحات الويب الأكثر انحيازية وتكون بديلاً عنها. لكن، الأدوات لم تكن متاحة حتى يتم تحقيق ذلك، وفي سنة 2009 ظهر لأول مرة عملات مشفرة رقمية تحت مسمى بيتكوين Bitcoin. أدى ظهور هذه العملة إلى إنشاء فكرة تكوين سجل محاسبي شامل للتخزين الرقمي Blockchain، والتي تكون من نظير إلى نظير Peer to Peer.
تم اعتماد Web 3.0 ليركز جُل تفكيره على الإنسان ودوافعه وأفكاره وفسح كامل المساحة للتعبير عن آرائه، أي أن يكون هذا الجيل مؤيد للحريات والخصوصيات ومضاد للاحتكار في الرأي أو الحرية بشكل قاطع، أي سيكون هنالك عديد من شبكات الافتراضية ولن يكون هنالك حاجة لموزعي الشبكات لمعرفة معلومات المستخدمين. بالإضافة لوجود محافظ للعملات المشفرة دون الحاجة لمزوديه والذي سيمنع بذلك الاختراق والتنصت للبيانات الشخصية.
مميزات الجيل الثالث ويب 3
الجيل الثالث للويب هو ليس فقط سيغطي على عيوب الجيل الثاني، بل سيحول هذه العيوب إلى مميزات! الجيل القادم Web 3.0 الذي بدأ بالظهور حاليًا يحتوي على مميزات كثيرة، وأهمها.
1- اللامركزية والموزعة
لن تكون هنالك نقاط تحكم في بيانات المستخدمين، فيمكن مشاركة معلومات بأذن خاص من مالك البيانات. سيوفر هذا الأمان الخاص بالتشفير وعدم الاختراق وسيحتاج المخترقون (الهاكرز) إلى إيقاف هذه الشبكات بالكامل حينها. يعد هذا أحد المميزات والمعالجة للجيل الثاني 2.0 الذي توجد فيه شركات مثل غوغل وأمازون تملك خوادم تقوم بخزن بيانات عديدة كالدخل، والاهتمامات العامة، والبيانات الشخصية، والهوايات، وبطاقات الدفع، بالإضافة للعديد من المعلومات التي تقوم بإدخالها، وكل هذا لتقوم بتحسين خدمتها للمستخدمين في حين أن هذه البيانات تُباع بمبالغ كبيرة للمُعلنين والمسوقين مقابل هذه البيانات.
لكن رغم من هذا تضطر بعض هذه الشركات إلى تسليم هذه البيانات أو الخضوع لفحص البيانات بالكامل. في حادثة في عام 2017، تم الطلب من شركة كوينباس CoinBase من قبل سلطات الفيدرالية للاطلاع على البيانات بعد رفع قضية من قبل دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية IRS، وتم تسليم السجلات لأكثر من 15000 عميل، وقد خسرت هذه الشركة القضية.
في Web 3.0 سيتم تقليل استخدام بيانات المستخدم بصورة كاملة كما ذكرنا ولن تتم مشاركتها إلا بأذن خاص من المستخدم نفسه، بالإضافة لتقليل أضرار الاختراقات والقرصنة التي بلغت مبالغ معالجة بيانات هذه الحوادث الاختراقية في سنة 2019 إجمالي 2.1 تريليون دولار.
2- التوافق التشغيلي
سيتم تشغيل التطبيقات بصورة سهلة وسلسة على الهاتف، والتلفاز، والسيارات، وأجهزة الاستشعار الذكية، وستعمل على أنظمة التشغيل المختلفة دون حاجة إلى وجود مميزات خاصة.
في الجيل الثاني 2.0، تعمل أغلب هذه التطبيقات بنظام تشغيل محدد بنيت للعمل عليه فقط كنظامي الأندرويد Android ونظام آي يو اس iOS، فسبب هذا الموضوع أزمةً للمستخدمين في التعامل مع هذه المشاكل، بالإضافة لوجود تحديثات وإصدارات للتطبيق مكلفة للمطورين والمبرمجين.
3- خدمات لا محدودة
ستكون خدمات هذا الجيل الويب 3 غير منقطعة لعدم وجود نقطة واحدة موزعة للشبكات، بالإضافة لتخفيض حالات تعليق الحسابات والحرمان من خدمات فسيكون الانقطاع ضئيلاً جداً.
بالإضافة للنسخ الاحتياطي المتعدد للبيانات التي تضمن عدم حدوث أعطال في الخادم، وعدم الحصول على بيانات المشتركين بعد توزيعها بشكل عُقد distributed nodes التي تضمن إنها ستكون متكررة وسيتم التأكد من عدم الحصول عليها بعد الاستيلاء على الخادم.
في الوقت حالي سيتم العمل على بناء تطبيقات، ومحافظ، ومنصات بديلة للتي توجد في الجيل الثاني التي تعتمد على مبدأ المركزية، ومن المرجح أنها ستكون في Web 3 أفضل منها وستقدم خدمات لامركزية وغير محدودة وآمنة جداً.
لكن الوصول لهذه الأصول الرقمية سيحتاج تسجيل الدخول بنظام يشابه الموجود في الجيل الثاني ويب2.0 والتي سيتم العمل عليها حالياً وخلال سنوات القادمة.
ولكن بفضل خاصية بلوك تشين Blockchain سيتم الحفاظ على هذه البيانات دون الحاجة أو اللجوء إلى الخوادم المركزية، وذلك بعد نسخ السجلات على العديد من الأجهزة وتربط بعامل تشفير والذي يقسم إلى العام والخاص فسيكون المستخدم هو المالك لهذه البيانات وليس الأجهزة التي تقوم بتخزين هذه البيانات.
▪ الخاتمة
على الرغم من كامل سلبيات الجيل الأول 1.0 وجد الجيل الثاني لمعالجة سلبياته ولم يقم بإبادته بالكامل فلا زلنا في وقتنا الحالي نعتمد على أساسيات هذا الجيل. كذلك هو الحال مع الجيل الثالث Web 3.0، لن يقوم بمحو الجيل الثاني 2.0، لكنه سيعالج ما قام به هذا الجيل من أخطاء وسيمهد الطريق إلى التطور مع الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لمنح كامل الحرية للمستخدم وعدم تقييده وهذا ما سنتمكن من الحصول عليه خلال سنوات القادمة.