أحدث الروبوتات الطبية تدخل مجال الرعاية الصحية 2021 (Robot Grace, Abel)
محتوى المقال
كثيرًا ما شاهدنا آلات وروبوتات (Robots) تُستخدم في مجال المساعدة الصحية والعلاجية للأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية، وهذا الأمر ليس جديد فمنذ عام 1985 كانت هناك خطة لتحويل الروبوتات الصناعية إلى آلات دقيقة للجراحة ونجحت الكثير منها، فقد دخلت الروبوتات الطبية المتخصصة في مجال الصحة أو الطب (medical) بشكل خاص في فئات متعددة كالمساعدة الجراحية، والوحدات الاجتماعية والخدمية المتنقلة، وتحليل البيانات للمريض، وتنظيف غرف المرضى ذوي الأمراض المُعدية، وتحديد الأدوية ومطابقتها وتوزيعها وغيرها من الخدمات، لكن رغم ذلك لاتزال الروبوتات الطبية في الرعاية الصحية نظام يتحكم فيه البشر.
لكن، مطورو هذه الروبوتات الطبية لم يكتفوا باستخدامها للمساعدة على الحفاظ على صحة جسدية سليمة والقيام بوظائف مادية فقط، بل بدأوا بتطوير روبوتات شبيهة بالبشر ذات وظائف عاطفية واجتماعية لمساعدة المعزولين والمصابين بأمراض عصابية أو نفسية ومساعدة المُسنين. بدأت العديد من الشركات وكذلك المطورون بالعمل على هكذا روبوتات، كما يفعلهُ مجموعة من الباحثين في جامعة بيزا الإيطالية بالتعاون مع المصمم الهولندي جوستاف هوجين في العمل على تطوير الروبوت هابيل (Robot Abel)، الذي أعلنوا عنه قبل أسبوع. كذلك شركة Hanson Robotics التي أطلقت قبل أسبوعين الروبوت غريس (Robot Grace).
في ظلِ انتشار جائحة كورونا وتزايد عدد الإصابات باستمرار دعت الحاجة لوجود متخصصي رعاية صحية بكثرة وخاصة بالنسبة للمسنين، ولكن هذا قد يعرضهم لخطر الإصابة بفايروس كورونا أيضًا، فلا يمكن أن يكون هناك حل أمثل من وجود روبوت متخصص في الرعاية الصحية ويمتلك كل الصفات والمقومات التي يمتلكها موظفو الرعاية الصحية. وهذا ما وفرتهُ شركة Hanson Robotics في روبوت غريس (Robot Grace).
ما هي الروبوت غريس (Robot Grace)؟
أطلقت شركة هانسون في ورشة هونغ كونع نموذجًا أوليًا لروبوت جديد موجه للقطاع الصحي، ومصمم للتفاعل النفسي مع كبار السن والمعزولين بسبب فايروس كورونا عن طريق الكلام والدعم المعنوي. الهدف من صناعتها هو التقليل من عبء موظفي المستشفيات في الخطوط الأمامية.
تتميز غريس (Robot Grace) بملامح آسيوية لطيفة تجعلها محبوبة وتمكنها من التفاعل الاجتماعي مع المرضى والمسنين. وقد ظهرت مع شقيقتها صوفيا في فيديو قصير مرتدية زي الممرضة الأزرق لتعرف عن نفسها وتوضح القدرات التي طُورت فيها.
خصائص الروبوت غريس (Robot Grace) وما عملها؟
بالإضافة إلى الخصائص التي يمتلكها أي روبوت متطور يستخدم الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، تمتلك غريس (Robot Grace) صفات أخصائي الرعاية الصحية، إذ يمكنها أخذ القراءات الحيوية كضغط الدم، ونسبة السكر، وقياس درجة الحرارة، ومعدل نبضات القلب، وغيرها من خلال كاميرا حرارية في صدرها.
يمكنها تشخيص حالة المريض وتقييمه ومشاركة هذه المعلومات مع باقي الطاقم الطبي، أيضًا من خصائصها تقديم العلاج بالكلام والتواصل مع المرضى في العزل والمسنين وإعطائهم الدعم النفسي والمعنوي، والقيام بالعديد من مهامهم كالرفع والحمل وكذلك التنظيف.
تمتلك غريس (Robot Grace) ثلاث لغات يمكنها التحدث بها هي الإنجليزية والصينية (الكانتونية والماندرين) وستضاف لها لغات أخرى أيضًا. وتخطط الشركة لنشر الروبوت في عام 2022 في الأسواق الآسيوية على وجه الخصوص، بما في ذلك هونغ كونغ واليابان وكوريا.
اقرأ: التطور التكنولوجي ودوره في الهندسة المعمارية
ما هو الروبوت هابيل (Robot Abel)؟
ألقى مطورو هذا الروبوت الضوء على مرضى الاضطرابات العقلية والعاطفية، كمرضى التوحد، ومرضى الاضطرابات السلوكية، أو الاجتماعية، وحتى الأمراض العصبية المعرفية كالزهايمر، خصوصًا في الوقت الذي شاعت وانتشرت فيه هذه الأمراض بكثرة. وبسبب قلة التواصل بين الناس وحتى في العائلة الواحدة، أصبحت هذه الفئة بحاجة إلى استخدام مثل هكذا ربوت يكون كالمساعد الشخصي كما رأى فريق مطورون.
روبوت هابيل قام بتطويرهِ المُهندسون البيولوجيين في جامعة بيزا الإيطالية، بمساعدة المصمم الهولندي جوستاف هوجين صاحب شركة Biomimic المتخصصة في إنشاء الروبوتات الشبيهة بالبشر في لندن. وتم تطويره بهدف مساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية والمسنين أيضًا ليكون كمرافق شخصي لهم.
أما شكل هابيل (Robot Abel) فقد صُمم ليكون شبيهًا بطفل في الثانية عشر من عمره، يمتلك ملامح وبشرة شبيهة بالطبيعية للغاية، وقد وضِع أكثر من عشرين محركًا إلكترونيًا تحت الجلد الصناعي لهابيل ليمنحه تعابير وجهٍ واقعية، وزود أيضًا بكاميرات في عينيه وميكروفونات في أذنيه ليتفاعل ويحلل المؤشرات الخارجية للمريض أو للشخص المتحدث.
خصائص الروبوت هابيل (Robot Abel)
طور هابيل ليمتلك ذكاءً عاطفيًا يُمكنه من التحدث والتفكير، وفهم المشاعر اللحظية، وتفسير السلوكيات الخارجية، من خلال مُستشعرات خارجية تُركب على الشخص المريض وستُدمج هذه المُستشعرات في الروبوت لاحقًا.
زوّد “هابيل” بتقنيات وأجهزة تمكنهُ من تقييم الحالة النفسية والشعورية البشرية عن طريق ترددات الصوت، والتغيرات الحرارية على الجلد المرئية بواسطة الأشعة تحت الحمراء، وعن طريق ترددات ضربات القلب أيضًا. ويُمكن لهابيل (Robot Abel) أن يقوم بملاحظة ردود الفعل لدى الشخص الذي أمامه، وتغيراته السلوكية، واستخدام الاستدلال والفرضيات الاستقرائية وفهم سببها.
اقرأ: اغرب التطبيقات للذكاء الاصطناعي
هل الروبوتات الطبية ستحل محل أخصائيي الرعاية من البشر؟
بالنظر للناحية العملية يُمكن للروبوتات مثل (Robot Grace)، أو(Robot Abel) تأدية مهام الرعاية والفحص الطبي وتحليل البيانات بمثالية وسرعة كبيرة، أي أنها لا تقل في ذلك عن موظفي الرعاية من البشر فيمكنها أن تقلل من ضغط العمل على الموظفين المرهقين، إلا أن بعض النقاد أشاروا إلى مخاوف من استخدام الروبوتات في هذا المجال؛ حيث أنها من الناحية العاطفية أقل إشباعًا من البشر، وخاصة بالنسبة للمسنين الذين سيكونون عرضة إلى فقدان الحياة الاجتماعية والتواصل مع البشر، لإن هذه الروبوتات الطبية ستقلل من اتصال المريض بالعائلة والأصدقاء.
لكن لا يبدو هذا الأمر مؤثرًا بالصورة الكبيرة، حيث أن مثل هذه الروبوتات الاجتماعية تُستخدم بشكل واضح في بعض الدول كاليابان وهي محبوبة جدًا من المستخدمين.
هل ستؤثر روبوتات الرعاية الصحية على وظائف أخصائيي الرعاية الصحية مستقبلًا؟
يعتقد الكثير من الخبراء في الصناعة الطبية أن الروبوتات الطبية الداخلة في مجال الرعاية الصحية أو الطب هي ليست بديل لموظفي ومختصي هذا المجال، بل أنها مجرد شيء تكميلي يزيد من الخبرات ويُضخم القدرات الإنسانية، ويرى الخبراء في هذا المجال أيضًا أنه لا يمكن أتمتة التعاطف لأن هنالك أشياء لا يستطيع الروبوت القيام بها كفِهم الفروق الدقيقة في التفاعلات البشرية مثلًا، فلا يمكن ترك علاج المرضى إلى الروبوتات الطبية وحدها لأنها تتخذ القرارات بناءً على منطق بُرمجت عليه ولا يمكنها إخاذ قرارات من عاطفة حقيقة كالبشر.
اقرأ: روبوتات ذكية في البناء والإنشاء
أصبح استخدام الروبوتات تأثير كبير في مجال الطب بالفعل وهي ضرورية لتقديم رعاية صحية عالية الجودة، لكن بشكل جزئي فلا يُمكن أن تعطى مهمة الرعاية الصحية بشكل كامل إلى الروبوتات الطبية، لأنها تسبب شعور بعدم الأمان للمريض. لذلك، هي تساعد في توفير وقت للأطباء لرعاية المرضى الذين يعانون احتياجات أكبر، في حين يمكن استخدام الروبوتات الطبية للقيام بالمهام الأقل أهمية وخطورة كإعطاء الأدوية، وتسجيل الوصول مع المرضى وتوصيل الوجبات والمعدات والإمدادات، كذلك مساعدة الجراحين في غرف العمليات.
لذلك، فإن تأثير استخدام الروبوتات الطبية على الوظائف سيكون نسبي؛ حيث أنها ستحل محل الموظفين الصحيين ذوي المستوى الأقل أهمية أي الذين ليس لديهم اتصال مباشر مع المرضى، كذلك الموظفين الذين يقومون بمهمات معينة متكررة كالمحللين في المختبرات وأخصائيي أجهزة الأشعة، وهذا يعني أن الأطباء ذوي المسؤوليات الأكبر أو الأخطر سيحافظون على وظائفهم وربما ستتحول وظائفهم إلى وظائف استشارية فقط، فمع نقص العامليين في مجال الرعاية الصحية في كل بلد تقريبًا ستكون الروبوتات الطبية الخيار الأمثل. ورغم أنها ستسيطر على معظم الوظائف في مجال الرعاية الصحية إلا إنها ستوفر وظائف جديدة تدخل في مجالها هي.