اضرار الهاتف المحمول على الأطفال وكيفية حمايتهم
محتوى المقال
شهد العالم في الفترة الأخيرة تطورات تكنلوجية هائلة، وإحدى أهم هذه التطورات هو استخدام الأنترنيت عبر الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية.
ولا يخفى حقيقة أن الهواتف الذكية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فهي تلعب دورًا رئيسيًا في سهولة الوصول للأخرين أو التواصل معهم، وقد ساعدت أيضًا في سهولة الاطلاع على ثقافات البلدان الأخرى أضافة إلى نتيجة البحث السريعة عن أي معلومة أو سؤال مبهم. لكن ما هي اضرار الهاتف المحمول على الأطفال؟
الأجهزة الذكية متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى استخدامها كوسيلة اتصال تستخدم كوسيلة لتنظيم المهام؛ لتوفيرها العديد من تطبيقات لتسجيل الملاحظات وتحرير النصوص، وآلة حاسبة، وتقويم، وتسجّيل صوت، وتقويم للملاحظات، والعديد من المميّزات الأخرى التي تنظّم المهام الشخصيّة والمهنيّة، كما تساهم في أداء المهام، وتنفيذها خارج المكاتب؛ لتوفيرها تطبيقات جداول بيانات، وتطبيقات قواعد بيانات، وبرامج عرض متنقّلة كثيرة.
أيضًا أصبحت الأجهزة الذكية ومنها الهاتف المحمول تحديدًا وسيلة لإدارة الأعمال والتعاملات المصرفية، والطبيب الخاص الذي نستشيره، ووسيلة للبحث عن المعلومات، وطلب التاكسي والتسوق، وهو أيضا مساعد إلكتروني جيد.
بإيجاز مطلق أصبحت هذه الأجهزة الشغل الشاغل لكل الأشخاص بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو لغتهم وحتى مستوى ثقافاتهم، لكن على الرغم المميزات الهائلة التي تقدمها هذه الأجهزة إلا إنها تحدث أضراراً ملموسة وكبيرة على الأفراد والمجتمع إذا أسيء استخدامها.
فأنه لا يخفى على كل ذي بصيرة أن هناك مخاطر ناتجة من كثرة استخدام الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة لاسيما على الأطفال والمراهقين وهو موضوع البحث، فقد أعرب العديد من الآباء عن قلقهم وخوفهم من استخدام أطفالهم المفرط للهواتف المحمولة، لذلك سنتناول في مقالنا هذا اضرار الهاتف المحمول على الأطفال والمراهقين وأسبابها وكيفية الحد منها ومعالجتها ومدى تأثيرها على الأطفال تحديدًا.
اضرار الهاتف المحمول على الأطفال
أن شيوع استخدام الهاتف المحمول وجعله في متناول الأطفال والمراهقين لساعات طويلة له أخطارًا وأضراراً جسيمة، وهذه الأخطار أو الأضرار تقسم إلى قسمين جسدية ونفسية في المدى القريب قبل البعيد.
فالجمعية الأمريكية للأمراض السرطانية أوصت بأن لا يتم استخدام الهاتف المحمول إلا عند الضرورة، وفي حالة عدم توفر الهاتف العادي. وأوصت بأنه من المفضل أن يستعمل مكبر الصوت عند الاتصال، أي عدم تقريب الأجهزة الذكية على الأذن أو الرأس، لتجنب الأثر المباشر، كما أوصت بضرورة أن يتم تحديد وقت لاستخدام الهاتف لا يتعدى الساعة في اليوم إلى الأطفال.
اضرار الهاتف المحمول على الأطفال في المدى القريب
هناك لائحة لا تنتهي من اضرار الهاتف المحمول على الأطفال في المدى القريب، سنذكر أهمها على النحو الآت.
1- آلام في الرأس والعينين
للهواتف المحمولة ضوءاً له طاقة عالية جدًا يسمى بالضوء الأزرق، وقد يسبب هذا الضوء آلاماً حادة في العينين وصداعًا في الرأس، أيضأ كثرة استخدامها والنظر بشكل طويل إليها ولساعات متواصلة ينعكس سلبًا على العين مما يسبب قصر في النظر إضافة إلى ظهور هالات سوداء تحت العين.
2- ضعف السمع
من اضرار الهاتف المحمول على الأطفال هو تأثير الموجات المنبعثة من الهواتف على حاسة السمع، فالكثير من الأطفال والمراهقين يقومون برفع مستوى الصوت لأقصى حد وبعد فترة وجيزة نجدهم يعانون من مشاكل في السمع، فرفع مستوى الصوت يؤثر سلبًا على حاسة السمع.
3- اضطراب النوم
من اضرار الهاتف المحمول على الأطفال هو اضطراب معدلات النوم فاستخدامها قبل النوم مباشرة يعد سببًا رئيسيًا لاضطراب النوم. فهذه الأجهزة تسبب صعوبة في النوم لأنها تمنحهم حيوية وطاقة بسبب الألوان والرسوم المتحركة.
4- العدوانية
يقضي الأطفال أو المراهقين وقتاً طويلا وهم يلعبون بالهواتف المحمولة، وأن الألعاب المسلية التي قد نراها نحن الكبار طبيعية وليس فيها مخاطر لها تأثير سلبي على الأطفال، فالألعاب التي تحتوي على عنف قد تدفعهم إلى ضرب أخوتهم من خلال تقمص الشخصية الموجودة في اللُعبة وتقليدها.
5- تشتت الانتباه
إن اضرار الهاتف المحمول على الأطفال تترك أثرًا كبيرًا على انتباه الأطفال بسبب استمرارهم في التركيز والانتباه العالي لفترات طويلة مما قد يسبب ظهور مشكلة في تشتت الانتباه لديهم، وممكن أن تزيد من معدل ظهور ما يسمى بفرط الحركة مع تشتت الانتباه.
اقرأ: اساليب المطورين لزيادة إدمان الألعاب
اضرار الهاتف المحمول على الأطفال في المدى القريب
أما اضرار الهاتف المحمول على الأطفال والمراهقين الناتجة من الاستخدام المفرط للهاتف في المدى البعيد، قد تسبب
1- مشاكل في العظام
قد يعاني بعض الأطفال أو المراهقين على المدى البعيد من آلام في المفاصل أو الكوع وذلك بسبب الجلوس لفترة طويلة على الهاتف المحمول. تزيد هذه الأجهزة الضغط على الأعصاب، والأربطة، وعضلات وأقراص العمود الفقري مما تولد شعور في الألم في منطقة الظهر والرقبة والصداع، وقد يتعرض الطفل إلى مخاطر الإصابة بالتهاب الأوتار أو الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي؛ لذا يُنصح بوضع وسائد تحت الساعد لرفع يديّ الطفل للتقليل من الإصابة بهذه الحالات.
2- تدني التحصيل الدراسي
بالرغم من أن الهاتف المحمول يساعد في البحث عن المعلومات وإجراء العمليات الحسابية المعقدة، بالإضافة إلى توفر برامج تسهل عملية مراجعة المواد، لكن الأطفال بطبعهم يملون بسرعة، ولا يستطيعون مقاومة سحر الألعاب ويترك الدراسة، وبالتالي ينقلب الهاتف النقال من وسيلة تعليمية إلى خطر مدمر، فتتراجع نتائج الطفل، ويتدنى مستواه التحصيلي.
3- السمنة
لا شك بأن الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أو المراهقين أمام شاشة الهاتف النقال لها تأثير على صحتهم البدنية، إضافة إلى قلة الحركة، فهم يستمتعون بتناول العديد من الوجبات أمام الهاتف من دون الإحساس بالشبع، وهذا الأمر في أشد الخطورة عليهم. قد يؤدي هذا الأمر إلى زيادة وزنهم.
4- النسيان
من اضرار الهاتف المحمول على الأطفال أو المراهقين هو النسيان في حال انشغالهم واندماجهم في الهواتف المحمولة، فقد ينسون أداء فروضهم المدرسية أو نسيان أمور قد طلبها أحد أفراد الأسرة.
5- العزلة
الجلوس لفترات طويلة على شاشة الهاتف وبقاء الطفل ملازماً للهاتف المحمول يخلق نوعا من الهوة بينه وبين أهله، وهذا أيضاً يسبب العزلة وعدم مشاركة الطفل أهله في أيًا من النشاطات اليومية التي يقومون بها.
هذه أهم اضرار الهاتف المحمول على الأطفال أو المراهقين أثناء استخدامهم للهاتف المحمول بصورة مستمرة ولساعات متواصلة. تلعب هذه الهواتف أو الأجهزة الذكية دور المربي غير المباشر للطفل وبالتالي فأنها تؤثر عليهم نفسيًا وجسديًا على عواطفهم ونموهم في المدى البعيد.
الاستخدام الصحيح للهاتف عند الأطفال والمراهقين
هناك إيجابيات لا بد الأخذ بها لاستخدام الاطفال الهواتف المحمولة، بداية قد نرى بعض الأحيان أن الأهل يحاولون أن يلبوا كل متطلبات أطفالهم، لا سيما وقت اللعب بالهاتف، فالكثير منهم يدع طفله يجلس لساعات متواصلة أمام شاشة الهاتف من دون وقت محدد، ليتخلص من إزعاجه أو من بكائه المستمر.
من الشائع أيضاً أن الطفل ذو الأربع سنوات يمتلك أحد هذه الأجهزة الذكية وهو أمر طبيعي بالنسبة لبعض الأهل، لكن هذا أمر خاطئ وفيه الكثير من المخاطر على صحة الطفل إلا إذا كان استخدامه لأغراض تعليمية فكما قلنا مسبقًا للهاتف المحمول إيجابيات واحدى أهم هذه الإيجابيات كونه وسيلة تعليمية لاحتوائه على العديد من البرامج والفيديوهات التعليمية.
أيضًا، لتخصيص الوقت نصيب من هذه الإيجابيات فلابد من تخصيص وقت محدد للعب بالهاتف المحمول، مثلًا عطلة نهاية الأسبوع ولساعات قليلة أو على مدار الأسبوع ولكن لساعة أو أقل. أيضًا من الضروري أن ينتبه الأهل إلى ضرورة مراقبة هواتف أطفالهم ولكن بصورة غير مباشرة بحيث لا يشعر الطفل أنه محط الأنظار ومراقب.
اقرأ: حماية الأطفال من برنامج تيك توك
يجب أن يتم ضبط إعدادات الهاتف النقّال للأطفال وتفعيل الرقابة الأبوية بطريقة تمنع ظهور المواقع اللا أخلاقية، فأن الوصول إلى عالم الأنترنيت الواسع، ووسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن توفر طريقاً للوصول إلى مواقع مخلّة بالآداب والأخلاق. وهذا ما أعلنه الاتحاد الدولي الاتصالات (International Communication union)، حيث قامت رابطة التجارة العالمية لمشغلي شبكات الهاتف النقّال بوضع بعض التدابير والقيود من خلال استخدام وسائل تقنية تمنع الوصول إلى مواقع فيها محتوى جنسي منذ شهر شباط لعام 2008.
أخيرًا على الأهل التفكير مطولاً قبل اقتناء هاتفًا محمولاً لأطفالهم أو أبنائهم، وأيضًا عليهم أن يطلعوا على مزايا الهاتف سلبياته وإيجابياته، وضبطه حتى لا يتعرض الطفل لأي أمر مفاجئ قد يؤثر على صحة الجسم أو النفس.
كيفية حماية الأطفال من الهاتف المحمول
على الأهل أن يضعوا استراتيجية خاصة وخطة محكمة لتفادي اضرار الهاتف المحمول على الأطفال ولتفادي جلوس أبنائهم المستمر على الهاتف المحمول، وقبل ذلك عليهم أن يكونوا بغاية الحذر والدقة عند استخدامهم الهاتف المحمول أمام أطفالهم، وألا يكونوا في أتصال دائم مع الهاتف المحمول، لا يمكن أن نتوقع منهم أن يتخلوا عن إدمانهم ونحن مشغولين عنهم بإدمان هواتفنا، لذلك مسألة إدمان الهواتف المحمولة أو الأجهزة الذكية تقع على عاتق الكبار قبل الصغار، ويجب على الأهل مراعاة الوقت والمناسبة لاستخدامهم الهاتف.
هنالك بعض الخطوات التي يجب أتباعها أو القيام بها كبديل عن الاستخدام المفرط للهاتف المحمول عند الأطفال والمراهقين:
- على الأهل توضيح أو شرح خطورة الهواتف المحمولة على الاطفال، وكيف أن الجلوس بشكل مستمر يؤثر على صحتهم النفسية والجسمية، ولكي تكون الاستجابة منهم سريعة لابد أن يرفق الأب أو الأم عبارات النصح والإرشاد بكلمات محببة إلى الطفل تشعره بأهميته، وأن صحته مهمة بالنسبة لأهله.
- حاولوا أبعاد الهواتف المحمولة من أمام أنظارهم، واشغلوهم بألعاب منوعة وممتعة كالصلصال والمكعبات وغيرها من الألعاب، أيضا أدوات الرسم والملصقات حتى لا يشعروا بالملل، فالأطفال سرعان ما يشعروا بالوحدة والفراغ وعندما لا يجدوا ما يسدوا فراغهم فأنهم يتجهون للعب بالهواتف المحمولة، لذلك توفير ألعاب أمامهم وتخصيص وقت للعب معهم ومشاركتهم من الأمور النافعة لهم.
- يجب منعهم وبكل محبة أن لا يتركوا هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية في غرف نومهم لما لها من تأثير على أدمغتهم بسبب الإشعاعات التي تنبعث من الهاتف، ولسهولة استجابتهم لهذا الأمر، على الأهل القيام بتطبيق هذه الخطوة أمامهم فوجود الهاتف المحمول في غرفة النوم له تأثير على الكبار والصغار.
- أيضًا تنبيهم بعدم اللعب بالهاتف قبل النوم أو أثناء التهيأ للنوم، ووضع خطة بديلة تتضمن قراءة قصص أو حكايات أو مغامرات للاستمتاع بها وللخلود للنوم بصورة صحية بعيدة عن الهاتف المحمول.
- محاولة صنع العديد من النشاطات والفعاليات التي تمكنهم من الاستمتاع بعيدًا عن الهاتف أضافة إلى تنمية عقولهم وتنشيط خلايا دماغهم، فمن الجدير بالذكر أن النشاطات اليومية للأطفال لها وقع في نفوسهم. مثلا تخصيص يومان بالأسبوع أو عطلة نهاية الأسبوع للتنزه والخروج للحدائق، أيضا هذا يمنحهم الطاقة والحيوية والحركة.
- تعويدهم على روتين يومي محدد لاستخدام الهاتف المحمول، مثلا ساعة كأقل وقت يوميًا، وعند انتهاء الوقت ينصح الأهل بسحبه منهم بلطف وروية. هذا الأمر سيحميهم من الإدمان الإلكتروني.
- وضع حوافز أو جوائز مادية لمن يقلل استخدام الهاتف ذلك يدفعهم إلى تركه جانبًا بغية الحصول على الجائزة.
- تعويدهم على القيام بالواجبات اليومية البسيطة كمساعدة الأهل في البيت أو ترتيب ألعابه، أو التسوق معهم.
- كونوا قدوة لأبنائكم، فهم يقلدون تصرفاتكم، امتنعوا من استخدام الهاتف أثناء القيادة إلا للضرورة أو التصفح أثناء الجلسات العائلية.
- الصبر، قد يستغرب البعض من وجود الصبر تحت هذا المفهوم لكن للصبر نتائج فعالة في ترك الهواتف المحمولة ومعالجة الإدمان، فهناك بعض الأطفال الذين لا يستجيبون لكل ما ورد ذكره سابقًا، لكن بالصبر والتروي والأسلوب الحسن والتعامل الجيد وتكرار هذه الأمر لمرة أو مرتين يأتي بنتائج فعالة.
هذا وفي الختام نحن من نتحكم بأطفالنا خصوصًا الأعمار من 3 إلى 5 سنوات، وليكون بنائهم بناءً سليمًا على الأهل اتباع الخطوات المرفقة أعلاه، ولا يجود هناك شيء ميؤوس منه، فقد نرى بعض الأحيان أن هناك أهالي يتركون أطفالهم ولا يبالون بشأنهم لأنهم يعتقدون أن فرصة التغيير انتهت لكن هذا الأمر غير صحيح، عند كل محاولة هناك نتيجة وحتى وأن كانت بسيطة هذه المحاولة ستأتي نتائجها لاحقًا.